أزهار النباتات..

- أجناس الأزهار ( من حيث التذكير و التأنيث )
تتكاثر النباتات عندما تتلقّح أعضاء أزهارها الأنثوية من الأعضاء الذكرية، صانعة الثمار. تحتوي الأزهار في معظم أنواع النباتات على أعضاء كثيرة أهمها:
أ - السّداة [stamen]: العضو الذّكري للزهرة و الذي يحتوي على غبار الطلع (pollen) أي حبات التلقيح الصفراء التي تشبه حبة القمح.
ب- المدقّة [pistil]: العضو الأنثوي للزهرة، و تسمّى أيضا "المتاع".
هذا الذي نسميه " غبار الطلع " يمكن أن نشبهه إلى السائل المنوي عند الذكور , فهو الذي يقوم بتلقيح المدقّة. لكن هناك بعض الأنواع من الزهور لا تحتوي إلا على عضو واحد - حيث تتكوّن من: إما سداة و إما مدقّة. فالنباتات التي تمتلك أزهار تحتوي على عضوين، تقوم بتلقيح ذاتها. و الذي يحصل في عملية التلقيح هو أن المدقّة تظل ثابتة، أما السدات فهي التي ترسل اللقاح إلى المدقة، التي بدورها تنتج ميسما لزجا يستقبل حبوب اللقاح (pollens). لكن النوع الثاني هو الأزهار المُفردة الجنس، فبسبب غياب عضو من أعضائها, تعتمد الأزهار المؤنثة على إستقبال اللقاح (غبار الطلع) من الأزهار المذكّرة المجاورة، و يشترط أن تكون الزهرتان من نفس نوع النبات. ينتقل غبار الطلع إلى الزهرة المؤنثة عبر الهواء أو من خلال الحشرات و الطيور, و المطر.
عندما تتلقح الأزهار الثنائيّة الجنس ذاتيا (التي تحتوي على العضوين معا)، فإن خصائص سلالتها ستشبه تماما خصائص النباتات الأصليّة. و لكن هذا التشابه في الخصائص قد يجعل جميع النباتات (الأصلية و سلالتها ) تتأثر سلبّيا في حال تغيّرت الظروف البيئية فجأة. أما إذا كانت هذه النباتات متباينة الخصائص ( أي تحمل خصائص مختلفة )، فإن بعضها سوف ينجو .
إن تغيّر الخصائص ناتج عن تلقيح غير ذاتي ( أو تهجيني [cross pollination] )، فالنباتات التي تتكاثر بهذه الطريقة تحصل على ميزة أفضل من تلك التي تعتمد التلقيح الذاتي (self pollination). و بالإضافة إلى الأزهار التي تحمل جنس واحدا من الأعضاء و التي لا تتلقّح ذاتيا، هناك بعض النباتات التي تحتوي على أزهار تحمل الجنسين معا و لكن لا تتلقّح ذاتيا. يعود سبب ذلك إلى إختلاف وقت النضج بين الأزهار المذكّرة و الأزهار المؤنثة.فعادة تنضج السّداة أولا، وتنفض حبوب لقاحها ( أو غبار الطلع ) وتذبل، في حين يتأخر نضوج الكربلة (تسمى أيضا "المتاع" - carpel :العضو الذي يحتوي على المدقّة)
ملاحظة : الميسم هو العضو الذي يقوم بإستقبال حبوب اللقاح.
2- كيف تصنع الأزهار الثمار
يحدث للزهرة تغير مفاجئ ومدهش بعد التلقيح، و تنمو أجزاء جديدة في الزهرة. و يعتمد ذلك على نوع النبات .يَنتج عن هذا النمو الأطعمة التي نسميها الفاكهة والمكسرات و الحبوب، و الخضراوات. وتعدّ هذه الأطعة أداة جذب للحشرات و الحيوانات. فعندما يأكل أي حيوان الثمرة، فإنه يبعثر البذور بالصدفة. وبهذه الطريقة تستمر حياة معظم النباتات. أما الحشرات.. راجع القسم الثالث للمقالة.
يبدأ نمو البذرة عندما تستقر حبة اللقاح على الميسم اللزج عند قمة الكربلة. تحتوي حبة اللقاح على خليّتين مَشيجتين [gametes] ( أي قادرة على تكوين فردا جديدا اذا اتحدت مع عضو جديد ).
تكون الحبة خلال فترة نموها أنبوب لقاح. يخترق هذا الأخير الميسم و القلم [style] حتى يصل إلى المَبيض . فتتّحد إحدى خليّتي التكاثر الذكريّتين بالبيضة و تخصّبها ليتكوّن الجنين .وتتحد الخلية الذّكرية الأخرى بخَليّتين أخريتين مكوِّنة نسيجا يسمّى السويداء ( نسيج في بذور النباتات يغذي الجنين , موجود ضمن كيس الجنين ) . و هو مصدر الجزء النشوي المغذّي في الحبوب مثل القمح والشوفان.
3- لماذا تزور الحشرات الأزهار
تزور بعض الحشرات كالنحل و الفراش الزهور لتتغذّى من رحيقها، لكنها لا تضر النباتات. طوال ملايين السنين من التطور، نشأت علاقة وثيقة بيت النباتات الزهرية والحشرات التي تشمل النحل والفراش و الذباب والخنافس و غيرها. و ساهمت هذه العلاقة في تكاثر النباتات.
تُنتج النباتات زهورا زاهية الألوان , و قوية الرائحة لتجذب الحشرات. كما انها تصنع غذاءا في صورة رحيق - هو شراب مغذّ و رقيق - و حبوب لقاح إضافية: هي حُبيبَات دقيقة و لزجة، تنقل خلايا اللقاح الذكرية.
تحمل الحشرات الزائرة حبوب اللقاح إلى مياسم (جمع ميسم ) نباتات مجاورة . و بهذه الطريقة تتخصّب النباتات بالتلقيح الخلطي او التهجيني. تساعد الحشرات النباتات على إنتاج مزيد من السلالات المتنوعة الخصائص. ويساعد هذا التنوع النِتاج (offspring) على تحمّل ظروف بيئية مختلفة , مما يتيح لها هي الأخرى التكاثر من جديد.
وقد تطور فم الحشرات عبر الأزمنة ليساعدها في بحثها عن الغذاء، ليصبح على شكل أنابيب طويلة قادرة على الوصول إلى الرحيق . كما تكونت لديها شعيرات خاصة لحمل حبوب اللقاح (pollens). فتلقّح الحشرات حوالي 80% من جملة النباتات الزهرية، بالإضافة إلى الطيور والخفافيش وثدييات أخرى.
4- كيف تحدد النباتات موعد الإزهار
تزهر بعض النباتات قرابة بداية الربيع لكن منها ما يزهر في اواخر الصيف. وتنتظر أنواع أخرى لتزهر في الوقت المناسب من السنة حيث يكون طول النهار ملائما لها. إلا أنه يمكن تصنيفها , بصورة عامة , في ثلاثة أقسام بما يتعلّق بوقت التزهير. فالنباتات التي تسمى نباتات "النهار القصير" تزهر في نهاية الصيف حين يطول الليل ; وتزهر نباتات "النهار الطويل" في أواخر الربيع حين تقصر فترة الليل، و أما نباتات "النهار المحايدة" فتزهر في اي وقت يتوافر فيه الماء والشمس, اللازمين لإنتاج الزهور. وبعد تحديد هذه الأقسام اكتشف العلماء أن النباتات لا تقيس طول النهار، ولكنها بدلا من ذلك تحسب ساعات الظلام المستمر. وقد يحتاج كل نوع إلى عدد مختلف من الليالي ذات الطول المناسب. فنبات القنبيط, مثلا، يعد من نباتات النهار القصير: فهو يزهر بعد ليلة مظلمة واحدة. يحتاج فول الصويا, في المقابل، إلى أربع ليال مناسبة و متواصلة. اما السبانخ (الإسفاناخ), و على النقيض من القنبيط، تحتاج اسبوعين من الليالي قصيرة الطول.
5- إلى أي حجم تنمو الأزهار
إن الزهرة الضخمة لنبات "الرافيليزيا" في آسيا الجنوبية الشرقية، هي واحدة من أهم الأنواع النباتية في عالم النبات , فهي تنمو حتى تصل إلى حجم حوض غسيل عرضه 3 أقدام، و يمكن أن تزن حتى 15 رطلا.
* 6- أصناف الأزهار
تعتبر نباتات الحدائق المزهرة نباتات برية مزروعة، وتشبه بعض نباتات الحدائق الأنواع البرية. تُزرع نباتات الحدائق المزهرة في المزارع والمشاتل والبيوت المحمية، إضافة إلى الحدائق المنزلية، كما يعتبر بعضها من النباتات المنزلية الممتازة.
تقسم نباتات الحدائق المزهرة إلى ثلاث مجموعات رئيسية بناء على طول دورة حياتها: 1- الحوليات 2- ثنائية الحول 3- المعمَّرة. تنبت الحوليات من البذور وتنمو إلى الحجم الكامل، وتزهر وتنتج بذورًا خلال سنة أو أقل. أما النباتات ثنائية الحول فتعيش لمدة سنتين، ولاتنتج أزهارًا أو بذورًا إلا في السنة الثانية من نموها، ثم تموت بعد ذلك. تعيش النباتات الحولية وثنائية الحول فترة قصيرة، مما يحتم على كل جيل منها أن ينتج بذورًا كثيرة للحفاظ على بقاء النوع. تستخدم كل الطاقة الغذائية الموجودة في النبات من أجل إنتاج الأزهار والبذور، ولهذا فإنها تموت بعد ذلك مباشرة. إن جميع النباتات الحولية وثنائية الحول نباتات عشبية أي أن سيقانها طرية.
تعيش النباتات المعمرة ثلاث سنوات في الأقل، وقد لاتزهر في السنة الأولى من نموها، لكن عند إزهارها، فقد تزهر كل عام بعد ذلك لمدة غير محدودة في أغلب الأحيان، وذلك وفق أنواعها. وحيث إنَّ النباتات المعمرة تعيش مدة أطول من النباتات الحولية وثنائية الحول، فإنه لايتحتم عليها أن تنتج بذورًا كثيرة من أجل بقاء النوع. وعوضًا عن استخدام جميع الطاقة الغذائية لإنتاج البذور، فإنها تخزن جزءًا من الغذاء في جذورها، وبهذا تستمر النباتات المعمرة في العيش بعد أن تذوي أزهارها وتموت.
بعض النباتات المعمرة نباتات عشبية تذبل سيقانها وتموت في نهاية كل صيف، إلا أن جذورها تبقى حية خلال الشتاء. وتنمو منها سيقان جديدة في الربيع. أما باقي النباتات المعمرة بما فيها الجنبات المزهرة، فلها سيقان متخشبة. لاتذبل هذه النباتات المتخشبة في نهاية الصيف ومع ذلك، فإن الأوراق تتساقط في معظم الأنواع في الخريف، وتسكن النباتات خلال الشتاء. تنمو بعض النباتات المعمرة من الأبصال. وحيث إن النباتات البصلية وكذلك الجنبات المزهرة، لاتزرع بنفس طريقة الأنواع المعمرة الأخرى، فإنها تناقش عادة على حدة.
إن الجزء الأكبر من نباتات الحديقة المزهرة نباتات حولية أو معمرة، والقليل منها نباتات ثنائية الحول، ومع ذلك فهذا التقسيم المبني على أساس دورة الحياة ليس دقيقًا دائمًا؛ فمثلاً لا تستطيع معظم النباتات المعمرة التي موطنها الأصلى مناطق المناخ الدافئ، أن تتحمل فصول الشتاء الباردة. وبذلك فإنه لايمكن زراعة هذه النباتات في مناطق مثل كندا وفنلندا والأجزاء الشمالية من روسيا كنباتات معمرة. إلا أن بعضها مثل الجلوكسينيَّة والبيجونيَّة الشمعية تزهر في أول سنة من نموها، وبهذا فإنها تنمو كنبات حولي في المناطق الشمالية ذات المناخ البارد. زوروا موقع موسوعة للمزيد من المعلومات عن الموضوعات المشابهة.
منقول للفائدة.. أتمنى أن ينال استحسانكم وتعم به الفائدة ..
اختكم الادمن هي هــــي..