ابوووك اسد

موضوع: ابوووك اسد الخميس يوليو 29, 2010 2:48 pm

كان ملك الغابة ليثا قويا جدا تهابه كل السباع...ولكن كان مع القوة الرحمة ..فاحبته حيوانات الغابة ،وانتشر العدل والامن ...
ولكن ...تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..وهكذا هي الايام ..كان لليث شبل صغير وحيد ...
خطفه الاشرار،بذل الليث كل ما يستطيع ولم يدخر جهدا للبحث عن شبله الصغير ،ولكن بلا فائدة ...
الله لا ينسى عبيده ...هيأ لهذا الشبل قطيعا من الماعز ...احتضنه وترعرع في حما ه....
ودارت الايام ،ومات الليث حزنا على شبله ،
وكبر الشبل ،بدأ يشعر بغربته بين الخراف التي احبها واحبته ..
و في أحد الأيام مر قطيع من القرود بالمكا ن....وفيهم قرد عجوز حكيم ..راى الشبل ،فقال له : انت ابوك اسد ،انت ابوك اسد .كان كلما رآه لا يقول له الا هذه الكلمة : انت ابوك اسد ..انت ابوك اسد...
لم يفهم الشبل شيئا ومضى لحال سبيله ........
في يوم وهو يشرب من الماء،نظر الى صفحة ماء البحيرة فوجد فيها صورة اسد ..فخاف وارتعدت فرائسه وهرب .وهو يمأمأ كالمعيز ...
و ذا ت ليلة ..هبت عاصفة ..البرق والرعد يعصف بالمكان. المطر غزير،والظلمة شديدة ،
ثم بدأ عواء يظهر..وحركات سريعة بين الشجيرات تلمح ..وعيون لامعة في ظلمة الليل...
قطيع من الذئاب ...هجموا على قطيع الماعز ،واخذو يفتكون بها واحدة تلو الاخر ى ،والصراخ يعلوا...والشبل يرى تلك المناظر وضع رأسه في التراب وهو يرتجف من الخوف...وفجأة !!!
سمع صوتا يعرفه .. انها امه المعزة تصرخ :النجدة النجدة ...
وضع الشبل يده على راسه ،وصورة امه امام عينيه ،فقفز الى خياله ذلك القرد : انت ابوك اسد ...انت ابوك اسد ....
وقف الشبل وصرخ ..اراد ان يقول ماما ،لكنها خرجت زأرة قويه ......
انطلق بسرعة البرق الى الذئاب واخذ يضربها ضربا مبرحا.. وهو مستغرب .اهذه الذئاب المخيفة التي حكت له امه المعزة عنها ؟؟ لقد فرت من امامه كالفئران ....
هكذا ..عاد الشبل لمملكته ..عاد ليثا كما كان ابوه ...
تلك كانت الحكاية ...
اسمع لقول الشاعر على لسان الغرب منذ 100 عام يقول
علموا الشبل حجلة الظبي ......... وامحوا من عقله حكايات الليث القديم
لقد تعلم اشبالنا حجلة الظبي ...
و نسو زأرة الأسد و هيبته و مشيته
هذا هو واقع أغلب شبابنا و بناتا اليوم
كم يؤلمني هذا المنظر الذي أراه في كل مكان أذهب إليه .. و ما يحز في نفسي أن كليتنا تحوي الكثير الكثير من هؤلاء.
انظروا إلى شباب اليوم
همه الوحيد أن يجري وراء الموضة .. اللباس و موديل الشعر ..والأغاني
لست ضد الموضة ..
ولكن ما يفعله شباب اليوم مخجل بحق ...
أما الأغاني ... فحدث و لا حرج .. قد تظنون أني أريد اصدار فتوى بشأن هذا الموضوع
ولكن ما رأيته خلال دراستي هذه السنة فاجأني
تصوروا ما مرة فتت على المدرج إلا و في كم واحد حاطط الموبايل و معلي الصوت عالآخر و مطروب
بتشوف شلة سباب قاعدين .. شو عم يعملوا يا حزرك .. عم يبعتوا لبعض أغاني عالبلوتوث
......
و طبعاً بفضل هؤلاء الاشخاص كنت دائماً عرفانة شو الجديد بالوسط الفني.. بالرغم من أني بكون معزولة عن الوسط الخارجي خلال السنة الدراسية
ماذا ننتظر من هؤلاء .. ماذا يمكن ان يفعلوا
كيف سنغير هذا الوضع البائس .. اخبروني
أريد أن اسأل:
كيف سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم زيد بن حارثة قيادة جيش جرار فيه عمر اين الخطاب و ابو بكر الصديق رضي الله عنهما و كان عمره حوال الستة عشر سنة
كيف كانت افكاره .. ماذا كانت أولوياته و اهدافه
كيف استطاع المسلمون في تلك الفترة تحقيق تلك المعجزات ..
كيف استطاعوا الثبات على الحق رغم العذاب ..
... كيف استطاع صلاح الدين الأيوبي تحرير القدس .. من هم هؤلاء الابطال الذين شاركوه في الفتح
هل كان تفكيرهم سطحياً كما شبابنا
ماذا يستطبع أن يفعل هذا الشاب ....
أما آن لنا أن نستيقظ و أن نبني بلادنا ..
أما آن لنا أن نرجع أسوداً كما كان آباؤنا ...
أما آن لنا أن ننهض و نقف وقفة رجل واحد لنرفع مستوى وطننا ..
أما آن لعصر الانحطاط أن ينتهي ...
أما آن لنا أن نستيقظ من هذا الكابوس و نلتحق بالركب السائر ..
أما آن لنا أن نسابق الدول الغربية المتطورة ...
أما آن لنا أن نستخدم أدوات من صنع أبنائنا ..
أما آن لك يا أخي أن تنهض .. أستحلفك بالله أن تنهض مما أنت فيه
من هذه السعادة الكاذبة التي تعتقد أنك تعيشها و هي ليست إلا حبة مخدرات .. تسكر عقلك و توجهه لأمور تافهة ..
اخي تذكر وقوفك بين يدي الله ليسألك ماذا فعلت في حياتك ...ماذا اضفت لمجتمعك
ما هي النهضة التي قمت بها ...
اخي انهض فأنت أسد .. و ازأر زأرة توقظ بها أخوانك النائمين من حولك
و ارجع كما كنت
ارجع اسداً ........